أريحوها قصيده رائعه تبكي خذلان العرب لغزة

للدكتور أحمد عبدالكريم



بحق الله من أنتم؟
أشاهدتم صواريخ العدا ترجم؟!
وقتلانا كما الأرقام عددتم؟!
أتزعجكم؟ ... جثامين واشلاء وما هدّم
فأشحذتم لها قولا ...وبرّمتم لها المقسم.
تناديتم ...وزعبرتم ... فأرعدتم وأبرقتم ... وكان سلاحكم أثلم!
فصرتم كالذي بلغم!
وقمتم من نواديكم
تجمعتم ... تصايحتم ... تظاهرتم
وعدتم كالذي كنتم

تناكحتم ... تناسلتم ... تكاثرتم ...وما زلتم
ويا سحقا لما صرتم
فمليار وقد زدتم؟ ... أمليار بلا أيهم؟!

اريحوها بلاد العرب وامحوها من الدفتر
كيان الغصب قد سيطر
لباس العار فوق الثار قد هندم

جيوش يا لكثرتها ... وصفر في رؤى العسكر!
فخزي حل مركبها
وفي قوَّادها طلسم
اريحوها ... أريحوها
لتغدوا في مضاجعها فحولا ... كالذي تحلم!

اريحوها
فغزة لا تدانيها ... جيوش طلقها أبكم
وغزة لا تغذيها نقاشات من الدهقم
صريعا شبلها أشمر ... قتيلا ليثها أزأر
رضيعا طفلها أكبر ... غيورا شعبها أكرم
عنيدا عودها الأخضر ... عزيزا دمّها الأحمر
قديما جدها هاشم ... عميقا جذره أحكم
حديثا عزها أفخم
ولودا رحمها يثأر ... ولا يهرم
ولا يبلى ولا يفنى ولا استسلم
فغزةُ قوْتُها نارٌ وجيشٌ قدسَه أمم

أريحوها ... أريحوها
وقولوا أنكم خُدَّم
أريحوها وقولوا جدكم علقم
وقولوا أنكم بُصَّم
"للفني" من ورى "بوش" بفحل جاءكم يرطم
ألا نعلم؟ ... بلا نعلم! ... بلا نعلم!
دموع كلها كذب ... وكِذْبٌ أنكم أرحم!

أغزة لا تناديهم... دعيهم كلهم نوَّم
فعين العرْب في بغداد منهم نال ما أقصم!
شكت منهم سكاكينا ولا أمضى، ولا أقسى، ولا أحدم!
ومسعاهم إلى بغداد أنكاها
وأدماها ... وباتت منهم تشأم!

ألا يا غزة انتظري... ولا تهني ... فمنآهم كثيرا منهم أسلم!
حصارا قد أعانوها ... على بغداد والضرغم
وعادوا صفحة أخرى بقلب حاقد أعجم
ثعابين لها في الذيل أنياب وفي المقضم!
بجلد أملس يسعى خرابا كلهم ضرسم
فحاصرتم ... وضيقتم ... وشددتم ...
وكسّرتم لمن رفضوا لهم مقدم!

أريحوها
أريحوها بلاد العرب من مأتم