بأبي انت وأمي يا رسول الله


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بأبي انت وأمي يا رسول الله
بأبي انت وأمي يا رسول الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رسالة إلى من أساء ... السيد إبراهيم أحمد

اذهب الى الأسفل

رسالة إلى من أساء ...                   السيد إبراهيم أحمد   Empty رسالة إلى من أساء ... السيد إبراهيم أحمد

مُساهمة من طرف السيد إبراهيم 4/10/2012, 21:04

رسالة إلى من أساء ...
السيد إبراهيم أحمد

لما أعلنت صحيفة يلاندز بوستين الدانمركية عزمها القيام بمسابقة لرسامي الكارتون الدانمركيين في رسم صور لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، كلٌ حسب ما يحلو ويعن له ، كان ذلك على إثر مقال نشرته صحيفة Politiken الدانمركية تحت عنوان )الرهبة الشديدة من انتقاد الإسلام) المنشور في 17 سبتمبر عام 2005، والذي خصص للحديث عن الصعوبة التي لاقاها الصحفي الدنماركي :كارى بلوتكن في إقناع الرسامين برسم صور للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بُغية تضمينها كتابه المزمع نشره والمعنون باسم: القرآن وحياة الرسول وهو كتاب موجه للأطفال• وفي 30 سبتمبر عام 2005 قامت الصحيفة المشار إليها بالتجرؤبنشر 12 صورة كاريكاتيرية مهينة للرسول محمد ضمن مقال عنوانه :وجه محمد، والذى دبجه وكتبه كاري بلوتكن• وقد أعيد نشر هذه الصورتباعاً في الصحيفة النرويجية المسيحية Magazinet والصحيفة الألمانية Die Welt والفرنسيةFrance Soir وصحف أخرى في أوربا وأميركا لتبرؤ كل صحيفة صحيفتها من تهمة الخوف من انتقاد الإسلام .

وقامت الدنيا ولم تقعد لا شرقاً ولا غرباً ، وكان رد الفعل صادم على جميع المستويات ، فقد تصور الغرب أنه بمستطيع أن ينتقد شخصية كالنبى محمد صلى الله عليه وسلم ولا يلقى الشارع المسلم إليها بالاً خاصةً وأن معظم الشعوب الإسلامية تغوص حتى منبت رأسها فى زخمٍ هائل من المشاكل سواء الإجتماعية والسياسية والعسكرية ما هو كافٍ إلى جانب الفقر الجاثم على صدرها بأن يُلهيها تماماً إلى الإلتفات إلى هذا الشأن وأنه سيمر مروراً عابراً ، وإن خرجت بعض الاحتجاجات فربما ستكون على مستوى بعض الدوائر السياسية والدبلوماسية العربية والإسلامية هنا وهناك لبعض الدول وذلك حفاظاً على ماء وجهها أمام شعوبها ، ومثل هذه الاحتجاجات يسهل التعامل معها ووأدها فى حينها ، لتكون مثل هذه الرسومات بمثابة بالون إختبار لما سيحدث بعدها وما تتفتق عنه أذهان الحاقدين من تطوير الأداء الإنتقادى المنظم لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم .
ولما نادت بعض الأصوات بأن مرد هذه الإساءة هو جهل الغرب بشخص ومقام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ـ رغم اعتراضنا ـ إلا أننا تعاوننا مع أصحاب ذلك التوجه ومن ثم كتبت رسالة خاطبت فيها ذلك الرسام الأحمق الهالك عسى الله أن يرده عن غيه وقد تُرْجِمت فى حينها وأرسلت إليه ، ولا أعلم إن كان قد قرأها من عدمه والأغلب أنه لم يقرأها كما سنرى، وهذا نص الرسالة:

ــ رسالة إلى الذى آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصب عليه حقد قلبه :
لقد أعادت إساءتك لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ذكرى مؤلمة لى حينما كنت طالباَ بالأقباط الأعدادية فى فصل المتفوقين وهو يضم الطلاب علـــــى إختلاف ديانتهم ، و كانت بيننا صداقة و تزاور وتعاون إلا أنه فى إمتحان الدين و قبيل تسليم ورقــة الإجابة بادرنى زميلى جرجس : هل أنهيت إمتحان محمد الذى ليس عليه الصلاة و السلام ؟ ، فعاجلته بقولى : وهل أنهيت امتحان المسيح الميت ؟.. نعم ، لقد عوقبنـا فـــى مجلس تأديب عند مدير المدرسة و لكن حينما فكرنا فى الأمر وجدنا أن جرجس كان مشحوناَ من خارجه ، وأنا بحثت له عما يؤلمه فى عقيدته مثلما آلمنى فى عقيدتى دون داع ، وتجاوزنا الحدث العارض لأن أساس العلاقة بيننا ليست نفى الآخر أو تصفيته .

لقد تربينا فى الشرق على المحبة .. فلا تكاد تجد فى تاريخ أياً منا أنا أو والديـا وإخوتى ، حتى أبنائى ..إلا وله أصدقاء ليس من ديننا فقط بل تجد معهم أصدقاء من غير ديننا ، ومنهم صموئيل صديقى الذى كان يشاركنى صــوم رمضان ، وآخر كنت مدعواَ على الغداء عندهم وحان وقت الصلاة و صليت فـى غرفة والده على قطعة قماش نظيفة قدمها لى كسجادة للصلاة ، وكم كنت قارئاَ نهماَ للديانة المسيحية وغيرها من الديانات السماوية وغير السماوية ، ولا تزال مكتبتى يقبع داخل ركن منها ظاهر، مجموعة من الكتب الدينية قد يعزـ ربما ـ على المسيحى أن تكون فى متناول يده .

فى أحد أيام شهر رمضان المعظم و بعد إنتهائنا من قيام الليل وجدتُ حارساَ شاباً لإحــدى المحلات التى يمتلكها أحد المسلمين ، يقرأ فى كتيب صغير ظننته يختم القرأن ، فإذا هو مسيحي يقرأ فى الإنجيل فتناولته منه و كان يضم الأناجيل الأربعة فقط ، وقلت له إن كتاب الحياة الذى لدىَّ يضم إلى جانب ذلك أعمال الرسل و تصافحنا و شجعته . كم كان جواَ روحانياَ جميلاَ أن يقرأ المسلم فى مصحفه ، والمسيحى فــى إنجيله تضم هذا وذاك عباءة رمضان الحنون الرحيم ، التى منحـت لياليه لكليهما السكينة والرحمة والإيمان للعالمين مثلما كان نبى الاسلام رحمة للعالمين.

تربيتُ منذ الصغر على حب الآداب و الفنون والقراءة عن الأديان فى الشرق كما فى الغرب ، و طالعت أديان الهند الكبرى وفلسفات اليونان وأفكارهم ، و قرأت شكسبير و سومرست موم و مسرح راسين ، ويونسكو ، و شعربودلـير ، وجيته ودانتى الليجيرى، وفولتير ، وبول فاليرى ، و سارتر ، وتولستـوى، و دستويفسكى ، وإميل زولا ويوجين أونيل ، وويليامز، وأوزبون ، ودورنيمات ، و طاغور ، ولا أجد غضاضة فى أن أتجول فى كل حدائق العلم فهذا مما حضنى دينى عليه.

وبقدرإعجابى بفولتير بقدر تألمى منه حين كتب مسرحية عن سيدنا محمـد مملؤة بالمغالطات ليسترضى البابا الغاضب عليه ، ومن دانتى الليجيرى الذى صدمنى فى الكوميديا الإلهيـة حين وضع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، و الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه فـــــى الخندق التاسع من الجحيم وعذبـــهما بطريقة إجرامية ، وللأسف كنــا نقرأها مترجمة دون هذا المقطع حتى لا تثير مشاعرنا كما أرادت دور النشر .

ولم نعدم أن نجد على الطرف الآخـر ثلة رائعة مثل: برنارد شو وجوته، و اليكس كارليل ، وجارودى، وبوكاى، وهونكه ، وبيرل باك وغيرهم كثير من علماء وعقلاء المسيحيـة الذين اعتنقوا الإسلام و الذين لم يعتنقوه وهم يكتبون بحب وبوعى ، وفى مصر .. مثل الأستاذ خليـل اسكندر قبرص فى كتابه: (دعوة نصارى العرب إلى الدخول فى الإسلام ) وهو مسيحى عربى ، والمنصف المحايد الدكتور نظمى لوقا وكتبه ومنها : (محمد الرسالة و الرسول)، و(محمد فى حياته الخاصة) و غيرهما وهو مفكر قبطى ، وكذلك المفكرالقبطى المعاصردكتور نبيـل لوقا بباوى فـــى كتابه : (محمد و الخناجرالمسمومة الموجهة إليه) وغيرها من كتبه عن الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ، غير أن كتاب بباوى عن الخناجر المسمومة لم يضـم بين دفتيه أخر تلك الخناجر وهو خنجرك أيها الدنماركى المتجاهل ، ومع هذا كنا نتقبل تلك الطعنات من مستشرقين و مستغربين فنردها إما إلى حرية التعبير التى تحظى به أوربا وأمريكا وأحياناَ إلى السطحية العلمية ،والجهل المصحوب بالحقد ، وبالإشادة كذلك لكل من أضاف إلى فهمنا مفاهيم جديدة غابت علينا من ديننا وتاريخنا وأولئك هم المنصفون .

غيـر أن الذى رأيناه فى الأونة الأخيرة مـن تدنيس للقرآن عن عمد و البصق و التبول عليه وتمزيقه وحرقه ، وتعذيب المسلمين و قتلهم وهتك أعراضهم رجالاَ ونساء وإستباحة أراضيهـم ، وتسفيه دينهم ، وتأليف قرآنآ جديداَ لهم ، و الضغط على الحكومات المسلمة باسـم المعونات لتقليل حصص مادة الدين الإسلامى خاصةً ، وتغيير منهج تلك المادة لتحذف منه آيات وقصص الجهاد ، ومنح العفو لليهود فلا نسميهم أخوة القردة والخنازيرعلى سبيل الكناية ، وحتى الدعاء لله عليهم لما أقترفوه ومازالوا يقترفونه من آثام فى حق أهلينا بفلسطين وغيرها، حرمونا منه ولو فى صلاتنا، ومانراه كذلك من سياسة الكيل بمعيارين ، وأيضاً إستقواء بعض من يشاركوننا الوطن أقباط الداخل برئيس أمريكا وأعوانـه علينا . لـم نجد فى هذا حرية تعبير، ولن أحدثك عن الهولوكست تلك الدائرة الحمراء التى لا تقوى أنت ولا غيرك على الإقتراب منها ..
أيها الرسام النابه دعنى أسألك : كيف غابت حرية التعبيرتلك التى تتشدقون بها وتشهرونها فى وجوهنا فى عدم منح جائزة أوسكار لفيلم فلسطينى (الجنة الآن) والتى لم تعرضه ولا دارعرض أمريكية .. ؟!! ..لماذا صفقتم لسلمان رشدى الذى كتب رواية تقدح فى سيرة نبينا ، وحاربتـم رجاء جارودى لأنه انتقد الهولوكست .. مع أن منطلقهما واحد وهو الفكركما تزعمون ، ويستظلان بمظلة حرية التعبير؟!! .. لماذا طردتـم الصحفية التى هاجمت رامسيفلد ـ وزير الدفاع الأمريكى آنذاك ـ من القاعة التى يخطب فيها حينما أعلن الحرب على الإرهاب لمدة أربعين عاماَ قادمة ، وبحسب قوله Sadعلى من يدينون بعقيدة الانتحار) ـ ويعنينا نحن المسلمون ـ .. ؟!!

لماذا و لماذا وألف لماذا تؤكد كلها إنما هى حرب على الإسلام ، وحرية تعبير فقط على ما ندين به نحن ، ولو تأملت لوجدت أن نظام القاعدة و طالبان وغيرهما إنما هما رد فعل للظلم الأمريكى والغربى ، فحرية التعبيرتلك الواهية المزعومة والتى حرمتنى مـن نشرقصائد نقدية فى السيد بوش فى صحف بلادى خوفاَ مـن الغضب الأمريكى .. أرأيت إلى أى مدى الوجه الآخر لعدم حرية التعبيرالذى ألقى بظلاله الثقيلة للحجر على حرية الآخرين فى بلادهم ، وللأسف ُنشرت هذه القصائد فى جريدة عربية بدولة فلسطين المحتلة التى تنعم بالديمقراطية والمنح الأمريكية.

لم تكن بلادكم وخاصة الدنمارك بالدولة الكريهة لنا ، بل من أكثرالدول التى نعجب بنموذجها الإقتصادى ، ومستوى رفاهية الفرد فيها ، و كنا نعجب كذلك بفريقكم فـــــــى الدورى الأوربـى و كأس العالم ونشجعه ، خاصة ومن لعب أقدام جنودكم برأس القائد الانجليزى المقطوع وهم يتقاذفونها حينما أحتلتكم إنجلترا ، أخذ العالم عنكم لعبة كرة القدم ، وتحوا اعجابنا إلى احترام مما لمسناه من مواقفكم الشجاعة تجاه قضايانا العربية ، وخاصة القضية الفلسطنية ، ومصاحبتكم للسيد ياسرعرفات فى رحلة علاجه الأخيرة حتى وفاته رحمة الله عليه، ومقاطعتكم للبضائع الإسرائيلية تضامناً معنا ، ولتلك الـ 75% من المعونة التى ترسلونها لبلدى مصر عن طريق هيئة المعونة الدانماركية ( الدانيرا ) و التى تصل إلى 200 مليون دولار سنوياَ .. كل هذا و غيره نقدره لكم ، لكن اللعب على وتر العقيدة بالتحقيـر والازدراء دون داعٍ هو ما أسكب الزيت المغلى فوق الجروح ، وأعاد لذاكرتنا محاكـم التفتيش الأسبانية البغيضة ، و كل قصص الإحتلال لبلادنا ، والمدافن الجماعية لشهدائنا ، و الحروب الصليبية من فلسطين حتى حرب البوسنه والهرسك مروراً بالعراق وأفغانستان ، وما يجرى على أرضكم من التعرض للمحجبات، وازدراء و تدنيـس مقابرالمسلمين ، وغيره مما لايجدر ذكره ..

...... لعله روعك أن نرد منتجاتكم .. ونقاطعها، ونحرق سفاراتكم ونرد سفرائكم .. ونضرب بعرض الحائط معوناتكم ، ولا نأبه لمواقفكم تجاه قضايانا الوطنية . لا يا رجـل الغرب اليمينى المتطرف : عليك أن تدرك على من صوَّبت رصاصاتك الطائشة ، فلقد صـور لك جهلك وأعماك حقدك أن فعلك لن يقابله رد فعل بمثل هذا الحجم ... لأن من صورته فى هذه الصور المهينة بحسب خيالك المريض ، يعيش فى قلب ألف مليون وخمسمائة مليون مسلم ، تدق نبضاتهم فــى كل صلاة بالصلاة و السلام عليه ، ومنتهى أمانيهم أن يقابلوه فى الجنة ، وأقصى أمانيهم فى الحياة أن يروه ولو مناماً ، والذىن يقرأون سيرته و يحفظون أقواله و يخافون مـــــــن الكذب عليه ، و يخشون من أفعالهم السيئة فى الدنيا حين يلقاهم فى الآخرة ، ويعلمون كم تعذب و أوذى فى حياته لينشر دين الله تعالى فى العالمين ، والذى لم يكن سباباَ ولا فظاَ ولا عيــــاباَ ولا فحاشاَ ولا صخاباَ بالأسواق ، وكان متوحداَ فـى أخلاقه قبل البعثة وبعد البعثة .

الذى لـو قرأته بعين الإنصاف من مصادر صحيحة لأحببته إن لم تؤمن به ولأنصفته من نفسك وبَشَّرت به بين قومك ، ولصوبت خطأك الجسيم فى حقه وحق تابعيه بأن تنشر فـى صحيفتك الصـدق عن رجل صادق مقالاً عنوانه : (كيف عرفتُ رسول المسلمين) بنفس المساحـة فـى نفس الصفحة ، تعد لنا إن أنت فعلت ذلك الصدق بكل ما هو جميل ومثالى فى حضارة الغرب ، وأن تنصح من يريدون أن يعلنوا الحرب على الإرهاب أن يكفوا هم أولاَ عن إرهاب الشعوب ، وأن يشيعوا روح العدالة و التسامح بين الناس ، ويعجبنـى قـول من قال : ( إن لم يعلم أهل الأديان الحب للناس فمن يعلمهم ، وإن لم يجمعنا دين الله فما الذى يجمعنا ..؟!)... وليس علينا نحن المسلمين إلا حسن الظن كما علمنا ديننا ، وهاأنذا سأصبر وسأنتظر ، وأحسن الظن بـك ......لعل وعـسى...






السيد إبراهيم
عضو جديد
عضو جديد

عدد الرسائل : 7
تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى