بأبي انت وأمي يا رسول الله


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بأبي انت وأمي يا رسول الله
بأبي انت وأمي يا رسول الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يامن تحبون في الله انظروا لهذا الحب

اذهب الى الأسفل

يامن تحبون في الله انظروا لهذا الحب Empty يامن تحبون في الله انظروا لهذا الحب

مُساهمة من طرف نهر 9/10/2008, 16:24

سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يامن تحبون في الله انظروا لهذا الحب!!!
يقول صاحب القصه
ورقة صغيرة كُتبت بخطٍ غير واضح ، تمكنت من قراءتها بصعوبة بالغة ... مكتوبفيهافضيلة الشيخ : هل لديك قصة عن أصحاب أو أخوان ... أثابك الله ...
كانت صيغة السؤال غير واضحة ، والخط غير جيد...سألت صديقي : ماذا يقصد بهذا السؤال ؟وضعتها جانباً ، بعد أن قررتعدم قراءتها على الشيخ ...ومضى الشيخ يتحدث في محاضرته والوقت يمضي ... أذن المؤذن لصلاة العشاء ...
توقفت المحاضرة ، وبعد الآذان عاد الشيخ يشرح للحاضرين ، طريقة تغسيل وتكفينالميت عملياً ...وبعدها قمنا لآداء صلاة العشاء ...
وأثناء ذلك أعطيت أوراق الأسئلة للشيخ ومنحته تلك الورقة التي قررت أناستبعدها، ظننت أن المحاضرة قد انتهت...وبعد الصلاة طلب الحضور من الشيخ أن يجيب على الأسئلة ...
عاديتحدث وعاد الناس يستمعون ...ومضى السؤال الأول والثانيوالثالث ...
هممت بالخروج ، استوقفني صوت الشيخ وهو يقرأ السؤال ...
قلت : لن يجيب فالسؤال غير واضح ...لكنالشيخ صمت لحظة ثم عاد يتحدث ...جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعة منأقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني الغسيل ، وهو بينحنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع ...وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر ...ولسانه لايتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلا بالله ...
هذهالكلمات كانت تريحني قليلاً ...بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت بالشاب ...
إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبرالتفت نحوي وقال : إنه ليس أخي
ألجمتني المفاجأة ، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيبنعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ من أخي ...سكتورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصلحديثه ...
إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ، ونلعبسوياً ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم ...كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي ،تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً ...التحقنا بعمل واحد ...
تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين ...رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن ...
عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزانعندما نلتقي ...اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة ...نذهب سوياً ونعود سوياً ...واليوم ..... توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء ...يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا ...
خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما ..أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله ...

أنتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله ...لقدكان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه سيهلك في تلكاللحظة ...راحيقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه ...
أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه ...وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة ...أماالشاب فقد أحاط به أقاربه ...فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً ...وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه ...
سكنقليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو ...انصرف الجميع ...
عدتإلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله ، وتقف عنده الكلمات عاجزة عنالتعبير
...وفياليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت اتأملها ، الوجه ليس غريب ،شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته ...نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه ...
تقاطر الدمع علىخديه ، وانطلق الصوت حزيناً ...ياشيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ...
ياشيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن، يقلب صديقه، يمسك بيده ، بالأمس كان يبكيفراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء ...
انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ...
رددت بصوت مرتفع :كيف مات ؟
عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند صلاة العصرجاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ، رحمه الله لم يتحملالصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون ...
إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ،يوم أن ينادي الجبار عز وجل :
أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلاظلي ...
قمتبتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه ...توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة ...
لقدوجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً….قلتفي نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل ...
أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد ،يالها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمعت القبور بينهماأمواتاًخرجت من القبر ووقفت أدعو لهما : اللهم أغفر لهما وأرحمهما ، اللهم واجمعبينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، ومسحت دمعةجرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما ...
انتهى الشيخ من الحديث ، وأنا واقف قد أصابني الذهول ، وتملكتني الدهشة ، لاإله إلا الله ، سبحان الله ، وحمدت الله أن الورقة وصلت للشيخ وسمعت هذه القصةالمثيرة ، والتي لو حدثني بها أحد لما صدقتها ...
وأخذت أدعو لهما بالرحمة والمغفرة
قصةذكرها الشيخ عباس بتاوي مغسل الأموات
تذكرت حين قرائتها حديث الصادق المصدوق
عنأبي هريرة رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول :سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله:إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليهوتفرقا عليه،ورجل ذكر الله خالياً ففاضتعيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ماتنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين
أخرجه البخاري ومسلم .
أسأل اللــــــه أن يظــلنا وإياكــم بظلــه يـــوم لاظـــل إلا ظــلــه
نهر
نهر
سحب عضوية
سحب عضوية

عدد الرسائل : 1467
رقم العضوية : 21
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى