رثاء ثناء محيدلي ل فاروق جويدة

من طرف عادل 10/5/2008, 15:20

إلى سناء شهيدة الجنوب اللبناني

كانت تعلم إن الموت ضريبة عشق للأوطان
إن الحب سيصبح يوما أجمل الأكفان
إن الموت سيصبح عرسا ينسينا كل الأحزان
من هذا الطين بدأنا الرحلة وسوف نعود لنفس الطين
ليطوينا صمت النسيان
هذا الصمت ترعرع فية رحيق الزهرة
صارت غصنا في بستان
سرت الرعشة في الإطراف
لون الدم تدفق نهرا في الشطان
ملا الأرض
فأصبح نبضا
أصبح كونا
أصبح وطنا
في إنسان
كانت تعلم إن البذرة تعطى الشجرة
إن الشجرة تعطى الثمرة
إن الثمرة صارت نارا في بركان
إن النار ستصبح قبرا للطغيان
ماتت كي تبقى لبنان
كانت تعلم إن العشق سيكبر فينا
ثم نموت بداء العشق
ويكفينا ضوء الأشواق
يملاءنا العشق فيصبح بين دماء القلب
أشجارا تكبر تصبح ظلا تغدو قيدا في الأعناق
يملونا العشق فنغرق فية
ولا ندرى هل نحمل عشقا أم موتا؟
فبعض الموت يكون العشق وبعض العشق يكون الموت
وبين الموت وبين العشق زمانا يرحل في استحياء
بطاقة عمر نكتب فيها لون العين شحوب الوجة
طول القامة والأسماء
تاريخ المولد اسم ألام واسم الأب
واسم الزوجة والأبناء
فصيلة الدم نكتبها
فقد نحتاج ونحن نغوص ببحر الدم
لبعض دماء
ننتظر مجيء الموت ونحن نحدق في استرخاء
هل سنموت على الطرقات؟
على البارات؟
أمام المسجد فوق المنبر؟
في الصحراء؟
هل سنموت
بداء العشق
بداء الخوف
بسجن القهر
ويسحقنا سيف السفهاء
من منكم يعلم أين يموت؟
من منكم يعلم كيف يموت؟
من منكم لة أن يختار نهاية عمرة؟
وهل سيموت مع الجبناء؟
أم سيموت مع الشرفاء؟
أم سيعيش طريد الحلم ويسبح في جهل الجهلاء؟
سنموت جميعا وتطوينا ايدى الأقدار
ونصير بقايا من إخبار
ونغدو سرا
تختار الأرض الحب الوطن الأهل
ولكن عمرك لا تختار
لحظة موتك لن تختار
لكن سناء اختارت أين تموت
لتصبح عطرا للأزهار
اختارت إن تبقى رسما
في الطرقات على الأنهار
اختارت أن تغدو وطنا
مصلوب الوجة بكل جدار
اختارت أن تبقى أبدا
في الليل العاصف بعض نهار
اختارت أن تبقى زمنا
بين العشاق دموع مزار
اختارت أن تمسح عنا سنوات العار
اختارت أن تبقى أبدا
في كتب العشق كقطعة نار
اختارت أن تسرى نهرا
يكتسح الموتى كالإعصار
تبقى في الكون قصيدة عشقا
لم تعرف لغة التجار

فاروق جويدة