صديقي عمرو بن الأهتم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صديقي عمرو بن الأهتم
لا أدري بالتحديد سر غرامي وعشقي لهذه القصيدة , وهي قصيدة لعمرو بن الأهتم وككل القصائد الجاهلية هي قصيدة بلا عنوان , فلم يكن الجاهليون قد عرفوا بعد قيمة عنونة قصائدهم أو ربما هم لم يهتموا أصلاً لهذا الأمر . عمرو بن الأهتم هذا كما تحكي الرواية والعهدة على الراوي , كان سيداً من سادات قومه , خطيباً بليغاً شاعراً شريفاً جميلا , ولقبه ( المكحل ) لجماله في شبابه وكان يقال لشعره ( الحلل المنشرة ) .لكني أعتقد أن سبب حبي لهذه القصيدة هو أنها واحدة من قلة من قصائد العصر الجاهلي ذات النفس الإنساني العالي هذا عدا عن شحنة الصدق في العاطفة , فالمشاعر صادقة وحقيقية . وهي ككل قصائد الشعر الجاهلي تبدأ بالنسيب وتذكر ديار الحبيب ولكن مطلع هذه القصيدة والأبيات اللاحقة كلها موسيقى وموسيقى بغاية الرقة والعذوبة ,فالنستمع أو لنقرأ الأبيات الأربعة الأولى من القصيدة
ألا طَرَقت أسماءُ وهي طَرُوقُ = وبانت على أن الخيال يَشوقُ
بحاجةِ محزونٍ كَأن فؤادهُ = جناحٌ وَهَى عَظماهُ فهو خَفُوقُ
وهَانَ على أسماءَ أن شط النوى = يحِنُ اليها والِهٌ ويشوقُ
ولكن بما أن النساء خلقن حريصات واقتصاديات ودوماً خائفات على رزقهن ورزق عيالهن فإنهن دائماً ما يحاولن منع أزواجهن من تبديد ما لديهن على الضيوف , لكن نفس صاحبنا تأبى ذلك , فنراه يخاطب زوجته قائلاً :0
ذريني فإن البخلَ يا أُم هيثمٍ = لصالحِ أخلاقِ الرجالِ سروقُ
ذريني وحُطي في هواي فإنني = على الحَسَبِ الزاكي الرفيعِ شفيقُ
وإني كريمٌ ذو عيالٍ تهمني = نوائبُ يَغشى رُزؤها وحُقوقُ
ثم يبدأ صاحبنا بسرد قصة لقياه لضيفه وكيف أنه وقاه من قارص برد هذا الشتاء ووفر له المأوى والغذاء واستمتع بصحبته , المستنبح ليس هو اسم الضيف ولكنها الكناية عنه , فإذا ظهر الضيف في جزء من الليل قريباً من مضارب القبيلة فلا بد أن تنبح الكلاب , غير أن الأمر يمكن أن يذهب لأبعد من ذلك وهو ما يقصده صاحبنا هنا وهو إن ضل أحدهم طريقه ليلاً قإنه يبدأ بالنباح فإذا ردت عليه كلاب من أي ناحية اتجه صوبها وهكذا كان
ومستبحٍ بعدَ الهدوء دعوته = وقد حان من نجم الشتاء خُفُوقُ
يُعالجُ عِرنيناً من الليلِ بارداً = تَلُفُ رِياحٌ ثوبَه وبُروقُ
زبعد أن يصف لنا صديقنا عمرو بن الأهتم الظروف القاسية التي حضر بها ضيفه يعرج بنا بوصف غامض نوعاً ما للمطر المنهمر من السماء في تلك اللحظة التي حضر بها الضيف , فماذا يقول ؟؟
تألَقُ في عين من المزن وادقٍ = له هَيدَبٌ داني السحاب دفوقُ
وها هو بعد ذلك يصف لنا كيف استقبل ضيفه , لقد استقبله بكل بشاشة ولم يتعمد احراجه بأن يقول له إن المكان ضيق ولا أستطيع استضافتك , لقد فعل العكس تماماً
أضفتُ فلم أُفحش عليه ولم أقل = لأحرمه , إن المكانَ مضيقُ
فقلت له : أهلاً وسهلاً ومرحباً = فهذا صبوحٌ راهنٌ وصديقُ
ثم بعد ذلك يأخذنا صديقنا عمرو بن الأهتم في رحلة وصيفية ليصف لنا كيف أنه أنه قد تخير أغلى وأحلى وأضخم نياقه العشر لينحرها لضيفه وهو يعتقد اعتقاداً راسخاً أن بإمكان المرء أن يتجنب الذم بالكرم
وكل كريم يتقي الذم بالقرى = وللخير بين الصالحين طريقُ
لله درك يا عمرو بن الأهتم على بيت الشعر التالي , إنه يذكرني ببيت المتنبي
إذا ترحلت عن قومِ وقد قدروا = أن لا تفارقهم , فالراحلون همُ
ولكن هذا البيت لعمرو بن الأهتم أعلى وأرقى وأكثر انسانية وربما اكثر حزناً , فماذا يقول ؟؟؟:0
لعمرُكَ ما ضاقت بلادٌ بأهلها = ولكن أخلاق الرجالِ تضيقُ
فأسمحولي يا أصدقائي الأعزاء أن أغرم بهذه القصيدة أشد الغرام لأجل هذه النفس المفعمة بالمشاعر الإنسانية ولأجل بيت الشعر هذا
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها = ولكن أخلاق الرجال تضيق
ألا طَرَقت أسماءُ وهي طَرُوقُ = وبانت على أن الخيال يَشوقُ
بحاجةِ محزونٍ كَأن فؤادهُ = جناحٌ وَهَى عَظماهُ فهو خَفُوقُ
وهَانَ على أسماءَ أن شط النوى = يحِنُ اليها والِهٌ ويشوقُ
ولكن بما أن النساء خلقن حريصات واقتصاديات ودوماً خائفات على رزقهن ورزق عيالهن فإنهن دائماً ما يحاولن منع أزواجهن من تبديد ما لديهن على الضيوف , لكن نفس صاحبنا تأبى ذلك , فنراه يخاطب زوجته قائلاً :0
ذريني فإن البخلَ يا أُم هيثمٍ = لصالحِ أخلاقِ الرجالِ سروقُ
ذريني وحُطي في هواي فإنني = على الحَسَبِ الزاكي الرفيعِ شفيقُ
وإني كريمٌ ذو عيالٍ تهمني = نوائبُ يَغشى رُزؤها وحُقوقُ
ثم يبدأ صاحبنا بسرد قصة لقياه لضيفه وكيف أنه وقاه من قارص برد هذا الشتاء ووفر له المأوى والغذاء واستمتع بصحبته , المستنبح ليس هو اسم الضيف ولكنها الكناية عنه , فإذا ظهر الضيف في جزء من الليل قريباً من مضارب القبيلة فلا بد أن تنبح الكلاب , غير أن الأمر يمكن أن يذهب لأبعد من ذلك وهو ما يقصده صاحبنا هنا وهو إن ضل أحدهم طريقه ليلاً قإنه يبدأ بالنباح فإذا ردت عليه كلاب من أي ناحية اتجه صوبها وهكذا كان
ومستبحٍ بعدَ الهدوء دعوته = وقد حان من نجم الشتاء خُفُوقُ
يُعالجُ عِرنيناً من الليلِ بارداً = تَلُفُ رِياحٌ ثوبَه وبُروقُ
زبعد أن يصف لنا صديقنا عمرو بن الأهتم الظروف القاسية التي حضر بها ضيفه يعرج بنا بوصف غامض نوعاً ما للمطر المنهمر من السماء في تلك اللحظة التي حضر بها الضيف , فماذا يقول ؟؟
تألَقُ في عين من المزن وادقٍ = له هَيدَبٌ داني السحاب دفوقُ
وها هو بعد ذلك يصف لنا كيف استقبل ضيفه , لقد استقبله بكل بشاشة ولم يتعمد احراجه بأن يقول له إن المكان ضيق ولا أستطيع استضافتك , لقد فعل العكس تماماً
أضفتُ فلم أُفحش عليه ولم أقل = لأحرمه , إن المكانَ مضيقُ
فقلت له : أهلاً وسهلاً ومرحباً = فهذا صبوحٌ راهنٌ وصديقُ
ثم بعد ذلك يأخذنا صديقنا عمرو بن الأهتم في رحلة وصيفية ليصف لنا كيف أنه أنه قد تخير أغلى وأحلى وأضخم نياقه العشر لينحرها لضيفه وهو يعتقد اعتقاداً راسخاً أن بإمكان المرء أن يتجنب الذم بالكرم
وكل كريم يتقي الذم بالقرى = وللخير بين الصالحين طريقُ
لله درك يا عمرو بن الأهتم على بيت الشعر التالي , إنه يذكرني ببيت المتنبي
إذا ترحلت عن قومِ وقد قدروا = أن لا تفارقهم , فالراحلون همُ
ولكن هذا البيت لعمرو بن الأهتم أعلى وأرقى وأكثر انسانية وربما اكثر حزناً , فماذا يقول ؟؟؟:0
لعمرُكَ ما ضاقت بلادٌ بأهلها = ولكن أخلاق الرجالِ تضيقُ
فأسمحولي يا أصدقائي الأعزاء أن أغرم بهذه القصيدة أشد الغرام لأجل هذه النفس المفعمة بالمشاعر الإنسانية ولأجل بيت الشعر هذا
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها = ولكن أخلاق الرجال تضيق
رد: صديقي عمرو بن الأهتم
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها = ولكن أخلاق الرجال تضيق
فعلا هى قصيدة رائعة
:park??:
فعلا هى قصيدة رائعة
:park??:
مواضيع مماثلة
» كن صديقي
» مصر مابين عمرو بن العاص والمخلوع: ننشر آخر 400 حاكم حكموا مصر من عمرو بن العاص إ
» الصحابيه عمرو بن مرة
» الصحابه عمرو بن العاص
» الصحابه سهيل بن عمرو
» مصر مابين عمرو بن العاص والمخلوع: ننشر آخر 400 حاكم حكموا مصر من عمرو بن العاص إ
» الصحابيه عمرو بن مرة
» الصحابه عمرو بن العاص
» الصحابه سهيل بن عمرو
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى