منــاظرة بين عالم سني و صوفي شيخ الطريقة التيجانية
+3
حنان
وفاء محمود
تائب الى الله
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
منــاظرة بين عالم سني و صوفي شيخ الطريقة التيجانية
منــاظرة بين عالم سني و صوفي شيخ الطريقة التيجانية
يقول الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق –حفظه الله- في شريطهِ القيم "الفكر الصوفي":
سأذكر حــادثة شخصية وقعت بيني وبين أحد رجال هذه الطائفة -يعني التيجانية- الذي هو الشيخ محمد حــافظ التيجاني، وهذا الرجل يرأس الآن في مصر ومنطقة كبيرة من شمال أفريقيا.
حدث بيني وبينه الحــوار التالي:
في عام (1961م) لقيت هذا الرجل، وكان معي صاحب، فقال لي:
هذا محمد الحافظ.
فقلت لهُ:أعرفهُ.
سلم صاحبي هذا على الرجل وقبل يدهُ وجلسَ، وأما أنا فسلمت عليه كسلام المسلمين وجلست.
فغضــــــــــــب!!
سألني عن اسمي؟
فقلتُ لهُ.
ثم قال لي: أين تتعلم؟!
فقلتُ: في المدينة المنورة.
قال: أنت وهابي.
قلتُ لهُ: لا، ولكني مسلم اتبع الكتاب والسنة.
قال: الوهابيون يرسمون (الله) في الكاريكاتير!!
فقلتُ: والله أنا ما رأيتُ هذا لا في كتبهم، ولا في صحفهم!! فكيف هذا؟؟ يعني يرسمون؟!
فقال لي: يصنعون هكذا، سبع سماوات، ويقولون: الله فوق السماء أو في السمــاء!
فقلتُ لهُ: ليسوا هم الذين يقولون هذا؟!
قال: إذاً منّ؟!!
قلتُ: الله سبحانهُ وتعالى يقول: { الرحمن على العرشِ استوى }
قال لي: أنت تقول بأن الله ينزل؟؟!!
قلتُ: ما أنا الذي أقول؛ ولكن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم الله عليه وسلم في حديث في الصحيحين حديث أبي هريرة يقول: « ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول:هل من سائلٍ فأعطيه.. » إلى آخر الحديث.
فقال لي: هل تعلم أن الفجر تتغير مطالعه في الكرة الأرضية؟؟!!
قلتُ لهُ: نعم أعلم.
فقال لي: يعني الله طالع نازل؟؟!!
فقلتُ لهُ: والله لو كان الله مثلي ومثلك؟! نعم يطلع وينزل.. أما إذا كان الله { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} فهو ينزل كما يشاء، ويستوي كما يشاء، سبحانهُ وتعالى.
فأنقطع!! ولم يستطع أن ينبس بكلمة.
انتهى هجومهُ، فبدأت أنا الهجوم..
فقلتُ لهُ: يا شيخ؛ إنـك الآن شيخ الطريقة في مصر، ماذا تقول في الذكر الذي عندكم يفضل القرآن (ستة آلاف مرة) !!؟
فرأى أنهُ قد وقع!
فأتى لي بقصة طويلة ليصرفني عن الموضوع، ويقول بأن الإنسان ممكن أن ينتشر عنه شيء لم يقله.
فقلتُ لهُ: يا شيخ ؛ ولكن هذا الكلام عندكم!! يعني أنا ما أقولهُ بالنص إذا أردت الكتب التي تقولون فيها هذا، أتيت لك بها.
فانقطع أيضــاً!
هذه -للأســف- صورة من الصور الحية الموجدة في مجتمعنا والتي تنتمي إلى هذا الفكر.
أقول وبعد هذه المناظرة لابد لنا من وقفة، وإن كان الموضوع واضحا:
1- أن هذا الفكر فكرٌ يعتمدُ على التهييج، والكذب على الخصوم، وعدم رغبة في الحوار، إلا بمصارعة الألفاظ بعيداً عن الحجة بالدليلِ والبرهان كالكتاب والسنة!!
2- مع أنه قد بان لهُ الحق، وأقيمت عليه الحجة!! أخذته العزة بالإثم، وكابر والعياذ بالله!
3- كانت الأولى كافية! ولكن الثانية كانت أبين.
4- أن من الصوفية من يستخدم [التقية] والكذب.. والصوفية لم تظهر إلا من رحم التشيع.
5- أن هذا المشهد، يبين بجلاء من الذين يشبهون الله بخلقه، إنهم بلا شك المؤولة، الذين يزعمون تنزيه البارئ، وما أوتوا إلا من دواخلِ أنفسهم.
6- أن في هذه المناظرة تبين كيفية تسليم وتنزه أهل السنة أتباع السلف الصالح لله عز وجل، فهم أبعد ما يكون عن هذا المجسم الذي يُريد تشبيه الله بخلقه.
7- وغيرها من النقاط.. فقط قف!! ودقق تجد الكثير من الصور.
نقلها وعلق عليها
أبو عمر المنهجي - شبكة الدفاع عن السنة
منقوووووووووووووووول
تائب الى الله- عضو فضى
- عدد الرسائل : 164
العمر : 38
رقم العضوية : 34
تاريخ التسجيل : 27/02/2008
رد: منــاظرة بين عالم سني و صوفي شيخ الطريقة التيجانية
لا تعليق .. لسبب ساشرحه لاحقا :!:
وفاء محمود- المديرة
- عدد الرسائل : 831
رقم العضوية : 4
البلد : الاردن
تاريخ التسجيل : 22/07/2007
رد: منــاظرة بين عالم سني و صوفي شيخ الطريقة التيجانية
يعطيك الف عافيه اخوية نائب الى الله على موضوعك الشيق كما عودتنا
دائما. دائما ما تتهم الوهابية اتهامات باطله ومزيفة وتؤخذ بجريرة
المجتمع اللتي نشأت فيه . ذكر لي احد الاخوان ان شخصا من خارج الجزيرة
العربيه قال لشخص بنجد انكم تشركون بالله رد عليه النجدي : كيف
قال انتم تقولون : اللهم صلي على محمد ! رد النجدي : طيب واذا قلنا
كذلك ؟ قال: تقصدون بمحمد محمد بن عبدالوهاب!!!
ومثل ذلك الكثير فيجب عندما ان نحكم على اي مذهب ان نحكم على
معتقداته لا على الشخوص والزمان والمكان اللذي وجد فيه
اذا كان المجتمع في نجد منغلقا على نفسه فهذا لا يضير الحركة الوهابيه
كحركه تصحيحية ونهضوية. وان كان فيها تشدد كما يدعي البعض
فيكفي انها تراعي حال السلف وتحاولالقرب منهم وان كان الاجتهاد
من قبل الوهابين فيه قصور. فان للحركه دورها الكبير في تنوير العالم
الاسلامي باكمله ويكفي وصول صداها لمشارق الارض ومغاربها
وهذا دليل قوتها وصلابتها
تحياتي لك
دائما. دائما ما تتهم الوهابية اتهامات باطله ومزيفة وتؤخذ بجريرة
المجتمع اللتي نشأت فيه . ذكر لي احد الاخوان ان شخصا من خارج الجزيرة
العربيه قال لشخص بنجد انكم تشركون بالله رد عليه النجدي : كيف
قال انتم تقولون : اللهم صلي على محمد ! رد النجدي : طيب واذا قلنا
كذلك ؟ قال: تقصدون بمحمد محمد بن عبدالوهاب!!!
ومثل ذلك الكثير فيجب عندما ان نحكم على اي مذهب ان نحكم على
معتقداته لا على الشخوص والزمان والمكان اللذي وجد فيه
اذا كان المجتمع في نجد منغلقا على نفسه فهذا لا يضير الحركة الوهابيه
كحركه تصحيحية ونهضوية. وان كان فيها تشدد كما يدعي البعض
فيكفي انها تراعي حال السلف وتحاولالقرب منهم وان كان الاجتهاد
من قبل الوهابين فيه قصور. فان للحركه دورها الكبير في تنوير العالم
الاسلامي باكمله ويكفي وصول صداها لمشارق الارض ومغاربها
وهذا دليل قوتها وصلابتها
تحياتي لك
حنان- عضو ذهبى
- عدد الرسائل : 226
رقم العضوية : 24
تاريخ التسجيل : 25/02/2008
رد: منــاظرة بين عالم سني و صوفي شيخ الطريقة التيجانية
السلام عليكم
احب ان اوضح اولا انني بصفة شخصية ضد التمذهب
بمعني ان الانسان عندي اما ان يكون مسلم او غير مسلم
فان كان مسلما فلة مطلق الحرية في ان يتعبد الله باي طريقة يختارها
طالما كان متمسكا بثوابت الدين والعقيدة والواردة في كتاب الله وسنة رسولة
اما ما عدي ذالك من امور فقهية واجتهادات بشرية فلكل انسان ان يعتقد منها ما يعتقد انة صحيح فان اصاب فثوابة علي الله وان اخطا فجزاوة من الله
اما ان يعتقد شخص او جماعة او مذهب ما ان ما يعتقدة هو وحدة الصواب وان ما عدا ذالك غير صحيح فيسفة راي هذا او يفسق هذا او يكفر هذا لمجرد انة مختلف معة في جزئية ما
فانة بذالك انما يدعي لنفسة ما ليس لة من امتلاك الحقيقة المطلقة
او ينصب نفسة متحدثا باسم الدين
هذا علي وجة العموم
اما بالنسبة لموضوعنا هذا فالذي ينظر الي المذاهب والتيارات الفكرية الدينية المعاصرة يجد بينها عدة اختلافات في المفاهيم وبعض القضايا الهامة او الفرعية
فكل فريق منهم ينظر للحقيقة من منظور مختلف وكل منهم يري نفسة علي صواب وهذا شئ طبيعي ومنطقي اما غير الطبيعي او المنطقي فهو تسفية اراء الاخرين
ولنا في الامام الشافعي رحمة الله القدوة الحسن حين قال(رايي صواب يحتمل الخطا وراي غيري خطا يحتمل الصواب )
ما اريد ان اقولة هي دعوة للفهم والتفاهم للمعرفة والتعارف ولينظر كل منا للامور نظرة متجردة من القولب الجامدة والتعريفات سابقة التجهيز من ان هذا سني هذا صوفي هذا وهابي الخ ...للننظر نظرة مختلفة فربما نجد ان ما كنا نعتقدا خطا هو عين الصواب
وساضرب لكم مثلا بسيطا
لو انك سئلت اي وهابي عن المعتزلة مثلا لاجابك علي الفور انهم فرقة ضالة خارجة عن الاسلام
هكذا بدون ان يقراء سطرا واحدا من كتبهم بدون ان يحاول حتي مجرد محاولة ان يتعرف علي فكرهم
والعكس صحيح
والحل من وجهة نظري ان نخرج من الافكار المعلبة التي حبسنا فيها انفسنا لنعرف الاخرون وندعهم يتعرفون علينا فنحن جميعا نعبد الها واحد رسولنا واحد قراننا واحد قبلتنا واحدة
الامنا واحدة
هدانا الله واياكم الي ما فية الخير والرشاد
احب ان اوضح اولا انني بصفة شخصية ضد التمذهب
بمعني ان الانسان عندي اما ان يكون مسلم او غير مسلم
فان كان مسلما فلة مطلق الحرية في ان يتعبد الله باي طريقة يختارها
طالما كان متمسكا بثوابت الدين والعقيدة والواردة في كتاب الله وسنة رسولة
اما ما عدي ذالك من امور فقهية واجتهادات بشرية فلكل انسان ان يعتقد منها ما يعتقد انة صحيح فان اصاب فثوابة علي الله وان اخطا فجزاوة من الله
اما ان يعتقد شخص او جماعة او مذهب ما ان ما يعتقدة هو وحدة الصواب وان ما عدا ذالك غير صحيح فيسفة راي هذا او يفسق هذا او يكفر هذا لمجرد انة مختلف معة في جزئية ما
فانة بذالك انما يدعي لنفسة ما ليس لة من امتلاك الحقيقة المطلقة
او ينصب نفسة متحدثا باسم الدين
هذا علي وجة العموم
اما بالنسبة لموضوعنا هذا فالذي ينظر الي المذاهب والتيارات الفكرية الدينية المعاصرة يجد بينها عدة اختلافات في المفاهيم وبعض القضايا الهامة او الفرعية
فكل فريق منهم ينظر للحقيقة من منظور مختلف وكل منهم يري نفسة علي صواب وهذا شئ طبيعي ومنطقي اما غير الطبيعي او المنطقي فهو تسفية اراء الاخرين
ولنا في الامام الشافعي رحمة الله القدوة الحسن حين قال(رايي صواب يحتمل الخطا وراي غيري خطا يحتمل الصواب )
ما اريد ان اقولة هي دعوة للفهم والتفاهم للمعرفة والتعارف ولينظر كل منا للامور نظرة متجردة من القولب الجامدة والتعريفات سابقة التجهيز من ان هذا سني هذا صوفي هذا وهابي الخ ...للننظر نظرة مختلفة فربما نجد ان ما كنا نعتقدا خطا هو عين الصواب
وساضرب لكم مثلا بسيطا
لو انك سئلت اي وهابي عن المعتزلة مثلا لاجابك علي الفور انهم فرقة ضالة خارجة عن الاسلام
هكذا بدون ان يقراء سطرا واحدا من كتبهم بدون ان يحاول حتي مجرد محاولة ان يتعرف علي فكرهم
والعكس صحيح
والحل من وجهة نظري ان نخرج من الافكار المعلبة التي حبسنا فيها انفسنا لنعرف الاخرون وندعهم يتعرفون علينا فنحن جميعا نعبد الها واحد رسولنا واحد قراننا واحد قبلتنا واحدة
الامنا واحدة
هدانا الله واياكم الي ما فية الخير والرشاد
رد: منــاظرة بين عالم سني و صوفي شيخ الطريقة التيجانية
جزاكم الله خيرا على هذه المشاركات الجميله ولكن احب ان واضح مسأله قد تكون غائبه عنكم وهى ان مسألة الفرق ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم فى حديث الفرقه الناجيه وسأطرح الموضوع من محاضره جميله فهيا بنا اليها ............
حديث الافتراق رواية ودراية |
|
تائب الى الله- عضو فضى
- عدد الرسائل : 164
العمر : 38
رقم العضوية : 34
تاريخ التسجيل : 27/02/2008
رد: منــاظرة بين عالم سني و صوفي شيخ الطريقة التيجانية
14. وذكرتُ أنه لا يجوز ادعاء فِرقة أنها هي الناجية حتى يوافق مخبرها مظهرها ، وحتى تكون حقائقها كادعاءاتها ، وليس لأحد أن ينصِّب شيخاً ويجعل من يحبه ويواليه هو من الفرقة الناجية ، ومن خالفه كان من الهالكين ، بل الصحيح أن من زعم هذا وادعاه فهو الضال ، وهو من أهل البدع والتفرق !!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
فمن جعل شخصاً من الأشخاص - غير رسول الله - مَن أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة ، ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك في الطوائف من اتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك - كان من أهل البدع والضلال والتفرق .
انتهى
ومما ذكرته هنا : ادِّعاء بعض الفِرق بل الجماعات الإسلامية أن دعوتهم مثل " الثلاجة " ! من خرج منها فسد ! ، وآخرون يزعمون أنهم " جماعة المسلمين " ، وآخرون يزعمون أنهم هم " الفِرقة الناجية " دون غيرهم ، وهذا ليس بمقبولٍ من كل زاعم ، وخاصة إذا أنكر على غيره هذا الادِّعاء ، فمن أين له أنه يجوز له ما لا يجوز لغيره ؟ .
15. وبينت أن أولى الناس بأن يكون من الفرقة الناجية هو من ليس متبوع يتعصب له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن أهل الحديث والسنة هم أولى الناس بهذا ؛ لأنهم أعلم الناس باعتقاده وهديه وسنته ، ويميزون بين صحيح السنة وضعيفها ، وبينتُ وجوب الاهتمام بالتضعيف والتصحيح للأحاديث ليقف المسلم على صحة الحديث فيعمل به ، ويعرف ضعغه فيحذر من العمل به واعتقاده ، وكثير من العقائد كان مستندها أحاديث ضعيفة وموضوعة .
وذكرت هنا : أن الفِرق والمذاهب المنحرفة لو سألتَهم " متى بدأتم " ؟ و " من رأس طائفتكم " ؟ لما أنكر عليك هذين السؤالين ولأجابك عنهما ، أنهم بدأوا في تاريخٍ معين ورأسهم هو فلان ، وأهل السنة والجماعة – الفرقة الناجية – يجيبان بأنهم بدأوا من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، ورأسهم هو النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، لا أحمد ولا ابن تيمية ولا محمد بن عبد الوهاب ولا الألباني ولا ابن باز .
وأنه إذا دعي يوم القيامة الناس بإمامهم فإن كل فرقة وجماعة يكون لهم رأس يقودهم إلا الفرقة الناجية فإن إمامهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكفيهم هذا فخراً وشرفاً .
16. وبيَّنت أننا لا يهمنا الاشتغال ببيان عدد وأوصاف الفرقة الهالكة وبيان أسمائها ، فلم يبيِّن لنا صلى الله عليه وسلم إلا بعضها كالمرجئة ! والقدرية وهم مجوس هذه الأمة ، والخوارج وهم أصحاب التكفير وحمل السلاح على المسلمين .
ويكفينا أننا نعلم وصف الفرقة الناجية واعتقادها ، وهو الذي بيَّنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي نحن بصدد بيانه وشرحه ، فطرق الضلال لا حد لها ولا عد ، وهذا بخلاف الفرقة الناجية التي ترك لنا النبي صلى الله عليه وسلم هديها وعقائدها بيضاء نقية .
17. ثم بيَّنت أن الفرق التي ذكر عددها النبي صلى الله عليه وسلم ليست خارجة من الإسلام ، بل هي ضالة منحرفة ، وأنه قد أخطأ من جعلها خالدة في النار كما أخطأ من لم يرهم متوعدين بالعذاب ، وأن الصواب أنهم متوعدون غير خالدين ، ونقلت عن شيخ الإسلام رحمه الله وعن الذهبي ما يؤيد هذا .
قال شيخ الإسلام :
فمن كفَّر الثنتين والسبعين فِرقة كلَّهم : فقد خالف الكتاب والسنَّة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان ... وليس قوله " ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة " بأعظم من قوله تعالى { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا } ، وقوله { ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوق نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا } ، وأمثال ذلك من النصوص الصريحة بدخول من فعل ذلك النار .
" منهاج السنة " ( 5 / 249 ، 250 ) .
18. ثم بيَّنت العلامات الإجمالية لفِرق الضلال ، وهي : التفرق ، الزيغ ، الهوى .
19. ثم بيَّنت أن الجماعات الإسلامية كالإخوان والتبليغ ليست من الفرق الثنتين والسبعين ، وأن هذا لا يعني أن أفراد الجماعات ناجون من كونهم منهم ، لكن الحكم إنما يكون على أفرادهم لا على عمومهم ، ومن قال بغير هذا فقدأخطأ وخالف الواقع ، وأن ما قلناه في الجماعات ينطبق كذلك على " السلفيين " ! وقد رأينا كيف أن بعض من ينتسب إليهم قد دخل عليه الإرجاء ، فلا ينجو أحد بالنسبة حتى يكون الواقع لحاله كادعائه .
ونقلت عن الشيخين ابن باز والألباني ما يؤيد هذا .
أ. سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
إذاً يا شيخنا الكريم ، الذي يقول : بأن هذه الجماعات الإسلامية من الفرق التي تدعو إلى جهنم والتي أمر النبي باعتزالها فهمه على كلامكم غير صحيح؟
أجاب :
الذي يدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس من الفرق الضالة ، بل هو من الفرق الناجية المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل ومن هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " وفي لفظ : " هي الجماعة " .
والمعنى : أن الفرقة الناجية : هي الجماعة المستقيمة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم . من توحيد الله ، وطاعة أوامره وترك نواهيه ، والاستقامة على ذلك قولا وعملا وعقيدة ، هم أهل الحق وهم دعاة الهدى ولو تفرقوا في البلاد ، يكون منهم في الجزيرة العربية ، ويكون منهم في الشام ، ويكون منهم في أمريكا ، ويكون منهم في مصر ، ويكون منهم في دول أفريقيا ، ويكون منهم في آسيا ، فهم جماعات كثيرة يعرفون بعقيدتهم وأعمالهم ، فإذا كانوا على طريقة التوحيد والإيمان بالله ورسوله ، والاستقامة على دين الله الذي جاء به الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم أهل السنة والجماعة وإن كانوا في جهات كثيرة ، ولكن في آخر الزمان يقلون جدا .
فالحاصل : أن الضابط هو استقامتهم على الحق ، فإذا وجد إنسان أو جماعة تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتدعو إلى توحيد الله واتباع شريعته فهؤلاء هم الجماعة ، وهم من الفرقة الناجية ، وأما من دعا إلى غير كتاب الله ، أو إلى غير سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا ليس من الجماعة ، بل من الفرق الضالة الهالكة ، وإنما الفرقة الناجية : دعاة الكتاب والسنة ، وإن كانت منهم جماعة هنا وجماعة هناك ما دام الهدف والعقيدة واحدة ، فلا يضر كون هذه تسمى : أنصار السنة ، وهذه تسمى : الإخوان المسلمين ، وهذه تسمى : كذا ، المهم عقيدتهم وعملهم ، فإذا استقاموا على الحق وعلى توحيد الله والإخلاص له واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وعقيدة فالأسماء لا تضرهم ، لكن عليهم أن يتقوا الله ، وأن يصدقوا في ذلك ، وإذا تسمى بعضهم بـ : أنصار السنة ، وتسمى بعضهم بـ : السلفيين ، أو بالإخوان المسلمين ، أو تسمى بعضهم بـ : جماعة كذا ، لا يضر إذا جاء الصدق ، واستقاموا على الحق باتباع كتاب الله والسنة وتحكيمهما والاستقامة عليهما عقيدة وقولا وعملا ، وإذا أخطأت الجماعة في شيء فالواجب على أهل العلم تنبيهها وإرشادها إلى الحق إذا اتضح دليله .
والمقصود : أنه لا بد أن نتعاون على البر والتقوى ، وأن نعالج مشاكلنا بالعلم والحكمة والأسلوب الحسن ، فمن أخطأ في شيء من هذه الجماعات أو غيرهم مما يتعلق بالعقيدة ، أو بما أوجب الله ، أو ما حرم الله نبهوا بالأدلة الشرعية بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن ، حتى ينصاعوا إلى الحق ، وحتى يقبلوه ، وحتى لا ينفروا منه ، هذا هو الواجب على أهل الإسلام أن يتعاونوا على البر والتقوى ، وأن يتناصحوا فيما بينهم ، وأن لا يتخاذلوا فيطمع فيهم العدو .
" مجموع الفتاوى " ( 8 / 181 – 183 ) .
ب. قول الشيخ الألباني
قال السائل : " هل الإخوان والتبليغ من الفِرق التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ؟ "
قال الشيخ الألباني : لا لا الإخوان المسلمون فيهم من جميع الطوائف فيهم سلفيون ، فيهم خلفيون ، فيهم شيعة ، فيهم كذا وكذا ، فلا يصح أن يُطلق عليهم صفةٌ واحدة .
وإنما نقول : من تبنى منهجا خلاف الكتاب والسنة من " أفرادهم " فهو ليس من الفرقة الناجية بل هو من الفرقة الهالكة .
أما جماعة : والله أنا بقول السلفيين , أنا ما بقول عنهم أنهم من الفرقة الناجية ، السلفيين إيش رأيكم ؟ .
قال أحد الحاضرين : ولا نقول منهج السلف ؟ .
الألباني : " إيه طبعا " .
السائل : يعني " كأفراد )) يا شيخ ؟ .
الألباني : " نعم " .
السائل : الحكم على " الأفراد " ؟ .
الألباني : " الحكم على " الأفراد " أحسنت " .
شريط " البدعة والمبتدعة " .
20. وأخيراً ذكرتُ الأسباب التي تُسلك حتى يتوقى المسلم الافتراق ، ومنها : الاعتصام بالكتاب والسنة ، والسير على نهج السلف الصالح ، والالتفات حول علماء الأمة ، والحذر من التعالي على العلماء ، أو الشذوذ عنهم .
الأسئلة
وقد أجبتُ عما تيسر من الأسئلة ومنها :
أ. ذِكر قاعدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات ، وهي : إثبات ما أثبته الله ورسوله ، ونفي ما نفاه الله ورسوله ، والتوقف فيما لم يرد إثباته أو نفيه حتى نستفصل من القصد والمعنى ، فإن كان معنى ثابتاً أثبتناه دون لفظه ، وإن كان مخالفاً نفيناه ولفظه .
ب. بيان معنى " نسوا الله فنسيهم " وأن النسيان له معنيان في اللغة ، وهما : ضد الذاكرة ، والترك ، والأول منفي بقوله تعالى { لا يضل ربي ولا ينسى } ، والثاني هو المقصود في الآية وهو جزاء تركهم لشرع الله ، فكان الجزاء من جنس العمل ، والترك ثابت من أفعاله تعالى كما في قوله تعالى { وتركهم في ظلمات لا يبصرون } .
ت. التحذير من نشر الأحاديث الضعيفة فضلا عن الموضوعة ، وأنه لا يعذر بذلك الخطيب والمحاضر والكاتب وعندهم سعة من الوقت للنظر في كتب السنة الصحيحة ، وقد يسر الله تعالى لنا الطريق لمعرفة ذلك .
ج. وحذرت من التكفير بغير حق ، وقلت إن الأحوط للمسلم والأبرء لذمته أن لا يكفر إلا من ورد فيه النص أو أجمع عليه أهل العلم ، وأنه حيث رأى خلافاً في وصف أو فعل أو شخص فالأحوط هو عدم الذهاب للكفر ، وترك ذلك لكبار أهل العلم لأنهم يملكون الآلات للحكم .
ومن قواعد التكفير التي ذكرتها :
1. من أسلم بيقين فلا يخرج منه إلا بيقين مثله .
2. الخطأ في عدم التكفير أهو من الخطأ في التكفير .
3. من أخطأت في تكفيره وهو مسلم فإن له حقا يستوفيه منك ، ومن أخطأت فلم تكفره فليس له حق عندك ليطالبك به .
وأخيراً :
نحمد الله تعالى أننا أوصلنا للناس على اختلاف توجهاتهم وأفكارهم حقيقة الفرقة الناجية ، وحقيقة الفرق الضالة الهالكة ، وبينا رحمة الله بالخلق في إرسال الرسل وإقامة الحجة على الناس ، وأنه ليس من هدي السلف الغلظة والجفاء فضلاً عن اتهامهم بما ليس فيهم ، وخاصة للعاملين للإسلام ، ونزَّهنا الأئمة والعلماء أن يكونوا ظالمين لهم بإدخالهم جميعاً في الفِرق الضالة ، وحذَّرنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً من تنكب طريق السلف ومخالفته ، وبيَّنا أن المسلم لا يرضى إلا أن يكون إمامه ومتبوعه النبي صلى الله عليه وسلم .
وكانت ليلة أمس – بفضل الله تعالى – عرساً لأهل السنَّة ، نرجو الله أن يتقبل أعمالنا ، وأن يغفر لنا زللنا ، وأن يجزي خيراً من ساهم في ترتيبه وإنجاحه ، ونسأله تعالى أن يعلي راية السنة ، وأن يهدي ضال المسلمين إلى الحق .
وقد استفدت في إعداد المحاضرة من كتاب الصنعاني " حديث افتراق الأمة " وتحقيقه للشيخ سعد السعدان ، ومن كتاب الشيخ ناصر العقل في " الافتراق " ، وغيرهم ممن نحن عالة عليهم من سلفنا الصالح وأئمتهم رحمهم الله ورضي عنهم .
والله الموفق
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
فمن جعل شخصاً من الأشخاص - غير رسول الله - مَن أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة ، ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك في الطوائف من اتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك - كان من أهل البدع والضلال والتفرق .
انتهى
ومما ذكرته هنا : ادِّعاء بعض الفِرق بل الجماعات الإسلامية أن دعوتهم مثل " الثلاجة " ! من خرج منها فسد ! ، وآخرون يزعمون أنهم " جماعة المسلمين " ، وآخرون يزعمون أنهم هم " الفِرقة الناجية " دون غيرهم ، وهذا ليس بمقبولٍ من كل زاعم ، وخاصة إذا أنكر على غيره هذا الادِّعاء ، فمن أين له أنه يجوز له ما لا يجوز لغيره ؟ .
15. وبينت أن أولى الناس بأن يكون من الفرقة الناجية هو من ليس متبوع يتعصب له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن أهل الحديث والسنة هم أولى الناس بهذا ؛ لأنهم أعلم الناس باعتقاده وهديه وسنته ، ويميزون بين صحيح السنة وضعيفها ، وبينتُ وجوب الاهتمام بالتضعيف والتصحيح للأحاديث ليقف المسلم على صحة الحديث فيعمل به ، ويعرف ضعغه فيحذر من العمل به واعتقاده ، وكثير من العقائد كان مستندها أحاديث ضعيفة وموضوعة .
وذكرت هنا : أن الفِرق والمذاهب المنحرفة لو سألتَهم " متى بدأتم " ؟ و " من رأس طائفتكم " ؟ لما أنكر عليك هذين السؤالين ولأجابك عنهما ، أنهم بدأوا في تاريخٍ معين ورأسهم هو فلان ، وأهل السنة والجماعة – الفرقة الناجية – يجيبان بأنهم بدأوا من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، ورأسهم هو النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، لا أحمد ولا ابن تيمية ولا محمد بن عبد الوهاب ولا الألباني ولا ابن باز .
وأنه إذا دعي يوم القيامة الناس بإمامهم فإن كل فرقة وجماعة يكون لهم رأس يقودهم إلا الفرقة الناجية فإن إمامهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكفيهم هذا فخراً وشرفاً .
16. وبيَّنت أننا لا يهمنا الاشتغال ببيان عدد وأوصاف الفرقة الهالكة وبيان أسمائها ، فلم يبيِّن لنا صلى الله عليه وسلم إلا بعضها كالمرجئة ! والقدرية وهم مجوس هذه الأمة ، والخوارج وهم أصحاب التكفير وحمل السلاح على المسلمين .
ويكفينا أننا نعلم وصف الفرقة الناجية واعتقادها ، وهو الذي بيَّنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي نحن بصدد بيانه وشرحه ، فطرق الضلال لا حد لها ولا عد ، وهذا بخلاف الفرقة الناجية التي ترك لنا النبي صلى الله عليه وسلم هديها وعقائدها بيضاء نقية .
17. ثم بيَّنت أن الفرق التي ذكر عددها النبي صلى الله عليه وسلم ليست خارجة من الإسلام ، بل هي ضالة منحرفة ، وأنه قد أخطأ من جعلها خالدة في النار كما أخطأ من لم يرهم متوعدين بالعذاب ، وأن الصواب أنهم متوعدون غير خالدين ، ونقلت عن شيخ الإسلام رحمه الله وعن الذهبي ما يؤيد هذا .
قال شيخ الإسلام :
فمن كفَّر الثنتين والسبعين فِرقة كلَّهم : فقد خالف الكتاب والسنَّة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان ... وليس قوله " ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة " بأعظم من قوله تعالى { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا } ، وقوله { ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوق نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا } ، وأمثال ذلك من النصوص الصريحة بدخول من فعل ذلك النار .
" منهاج السنة " ( 5 / 249 ، 250 ) .
18. ثم بيَّنت العلامات الإجمالية لفِرق الضلال ، وهي : التفرق ، الزيغ ، الهوى .
19. ثم بيَّنت أن الجماعات الإسلامية كالإخوان والتبليغ ليست من الفرق الثنتين والسبعين ، وأن هذا لا يعني أن أفراد الجماعات ناجون من كونهم منهم ، لكن الحكم إنما يكون على أفرادهم لا على عمومهم ، ومن قال بغير هذا فقدأخطأ وخالف الواقع ، وأن ما قلناه في الجماعات ينطبق كذلك على " السلفيين " ! وقد رأينا كيف أن بعض من ينتسب إليهم قد دخل عليه الإرجاء ، فلا ينجو أحد بالنسبة حتى يكون الواقع لحاله كادعائه .
ونقلت عن الشيخين ابن باز والألباني ما يؤيد هذا .
أ. سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
إذاً يا شيخنا الكريم ، الذي يقول : بأن هذه الجماعات الإسلامية من الفرق التي تدعو إلى جهنم والتي أمر النبي باعتزالها فهمه على كلامكم غير صحيح؟
أجاب :
الذي يدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس من الفرق الضالة ، بل هو من الفرق الناجية المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل ومن هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " وفي لفظ : " هي الجماعة " .
والمعنى : أن الفرقة الناجية : هي الجماعة المستقيمة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم . من توحيد الله ، وطاعة أوامره وترك نواهيه ، والاستقامة على ذلك قولا وعملا وعقيدة ، هم أهل الحق وهم دعاة الهدى ولو تفرقوا في البلاد ، يكون منهم في الجزيرة العربية ، ويكون منهم في الشام ، ويكون منهم في أمريكا ، ويكون منهم في مصر ، ويكون منهم في دول أفريقيا ، ويكون منهم في آسيا ، فهم جماعات كثيرة يعرفون بعقيدتهم وأعمالهم ، فإذا كانوا على طريقة التوحيد والإيمان بالله ورسوله ، والاستقامة على دين الله الذي جاء به الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم أهل السنة والجماعة وإن كانوا في جهات كثيرة ، ولكن في آخر الزمان يقلون جدا .
فالحاصل : أن الضابط هو استقامتهم على الحق ، فإذا وجد إنسان أو جماعة تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتدعو إلى توحيد الله واتباع شريعته فهؤلاء هم الجماعة ، وهم من الفرقة الناجية ، وأما من دعا إلى غير كتاب الله ، أو إلى غير سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا ليس من الجماعة ، بل من الفرق الضالة الهالكة ، وإنما الفرقة الناجية : دعاة الكتاب والسنة ، وإن كانت منهم جماعة هنا وجماعة هناك ما دام الهدف والعقيدة واحدة ، فلا يضر كون هذه تسمى : أنصار السنة ، وهذه تسمى : الإخوان المسلمين ، وهذه تسمى : كذا ، المهم عقيدتهم وعملهم ، فإذا استقاموا على الحق وعلى توحيد الله والإخلاص له واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وعقيدة فالأسماء لا تضرهم ، لكن عليهم أن يتقوا الله ، وأن يصدقوا في ذلك ، وإذا تسمى بعضهم بـ : أنصار السنة ، وتسمى بعضهم بـ : السلفيين ، أو بالإخوان المسلمين ، أو تسمى بعضهم بـ : جماعة كذا ، لا يضر إذا جاء الصدق ، واستقاموا على الحق باتباع كتاب الله والسنة وتحكيمهما والاستقامة عليهما عقيدة وقولا وعملا ، وإذا أخطأت الجماعة في شيء فالواجب على أهل العلم تنبيهها وإرشادها إلى الحق إذا اتضح دليله .
والمقصود : أنه لا بد أن نتعاون على البر والتقوى ، وأن نعالج مشاكلنا بالعلم والحكمة والأسلوب الحسن ، فمن أخطأ في شيء من هذه الجماعات أو غيرهم مما يتعلق بالعقيدة ، أو بما أوجب الله ، أو ما حرم الله نبهوا بالأدلة الشرعية بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن ، حتى ينصاعوا إلى الحق ، وحتى يقبلوه ، وحتى لا ينفروا منه ، هذا هو الواجب على أهل الإسلام أن يتعاونوا على البر والتقوى ، وأن يتناصحوا فيما بينهم ، وأن لا يتخاذلوا فيطمع فيهم العدو .
" مجموع الفتاوى " ( 8 / 181 – 183 ) .
ب. قول الشيخ الألباني
قال السائل : " هل الإخوان والتبليغ من الفِرق التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ؟ "
قال الشيخ الألباني : لا لا الإخوان المسلمون فيهم من جميع الطوائف فيهم سلفيون ، فيهم خلفيون ، فيهم شيعة ، فيهم كذا وكذا ، فلا يصح أن يُطلق عليهم صفةٌ واحدة .
وإنما نقول : من تبنى منهجا خلاف الكتاب والسنة من " أفرادهم " فهو ليس من الفرقة الناجية بل هو من الفرقة الهالكة .
أما جماعة : والله أنا بقول السلفيين , أنا ما بقول عنهم أنهم من الفرقة الناجية ، السلفيين إيش رأيكم ؟ .
قال أحد الحاضرين : ولا نقول منهج السلف ؟ .
الألباني : " إيه طبعا " .
السائل : يعني " كأفراد )) يا شيخ ؟ .
الألباني : " نعم " .
السائل : الحكم على " الأفراد " ؟ .
الألباني : " الحكم على " الأفراد " أحسنت " .
شريط " البدعة والمبتدعة " .
20. وأخيراً ذكرتُ الأسباب التي تُسلك حتى يتوقى المسلم الافتراق ، ومنها : الاعتصام بالكتاب والسنة ، والسير على نهج السلف الصالح ، والالتفات حول علماء الأمة ، والحذر من التعالي على العلماء ، أو الشذوذ عنهم .
الأسئلة
وقد أجبتُ عما تيسر من الأسئلة ومنها :
أ. ذِكر قاعدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات ، وهي : إثبات ما أثبته الله ورسوله ، ونفي ما نفاه الله ورسوله ، والتوقف فيما لم يرد إثباته أو نفيه حتى نستفصل من القصد والمعنى ، فإن كان معنى ثابتاً أثبتناه دون لفظه ، وإن كان مخالفاً نفيناه ولفظه .
ب. بيان معنى " نسوا الله فنسيهم " وأن النسيان له معنيان في اللغة ، وهما : ضد الذاكرة ، والترك ، والأول منفي بقوله تعالى { لا يضل ربي ولا ينسى } ، والثاني هو المقصود في الآية وهو جزاء تركهم لشرع الله ، فكان الجزاء من جنس العمل ، والترك ثابت من أفعاله تعالى كما في قوله تعالى { وتركهم في ظلمات لا يبصرون } .
ت. التحذير من نشر الأحاديث الضعيفة فضلا عن الموضوعة ، وأنه لا يعذر بذلك الخطيب والمحاضر والكاتب وعندهم سعة من الوقت للنظر في كتب السنة الصحيحة ، وقد يسر الله تعالى لنا الطريق لمعرفة ذلك .
ج. وحذرت من التكفير بغير حق ، وقلت إن الأحوط للمسلم والأبرء لذمته أن لا يكفر إلا من ورد فيه النص أو أجمع عليه أهل العلم ، وأنه حيث رأى خلافاً في وصف أو فعل أو شخص فالأحوط هو عدم الذهاب للكفر ، وترك ذلك لكبار أهل العلم لأنهم يملكون الآلات للحكم .
ومن قواعد التكفير التي ذكرتها :
1. من أسلم بيقين فلا يخرج منه إلا بيقين مثله .
2. الخطأ في عدم التكفير أهو من الخطأ في التكفير .
3. من أخطأت في تكفيره وهو مسلم فإن له حقا يستوفيه منك ، ومن أخطأت فلم تكفره فليس له حق عندك ليطالبك به .
وأخيراً :
نحمد الله تعالى أننا أوصلنا للناس على اختلاف توجهاتهم وأفكارهم حقيقة الفرقة الناجية ، وحقيقة الفرق الضالة الهالكة ، وبينا رحمة الله بالخلق في إرسال الرسل وإقامة الحجة على الناس ، وأنه ليس من هدي السلف الغلظة والجفاء فضلاً عن اتهامهم بما ليس فيهم ، وخاصة للعاملين للإسلام ، ونزَّهنا الأئمة والعلماء أن يكونوا ظالمين لهم بإدخالهم جميعاً في الفِرق الضالة ، وحذَّرنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً من تنكب طريق السلف ومخالفته ، وبيَّنا أن المسلم لا يرضى إلا أن يكون إمامه ومتبوعه النبي صلى الله عليه وسلم .
وكانت ليلة أمس – بفضل الله تعالى – عرساً لأهل السنَّة ، نرجو الله أن يتقبل أعمالنا ، وأن يغفر لنا زللنا ، وأن يجزي خيراً من ساهم في ترتيبه وإنجاحه ، ونسأله تعالى أن يعلي راية السنة ، وأن يهدي ضال المسلمين إلى الحق .
وقد استفدت في إعداد المحاضرة من كتاب الصنعاني " حديث افتراق الأمة " وتحقيقه للشيخ سعد السعدان ، ومن كتاب الشيخ ناصر العقل في " الافتراق " ، وغيرهم ممن نحن عالة عليهم من سلفنا الصالح وأئمتهم رحمهم الله ورضي عنهم .
والله الموفق
تائب الى الله- عضو فضى
- عدد الرسائل : 164
العمر : 38
رقم العضوية : 34
تاريخ التسجيل : 27/02/2008
رد: منــاظرة بين عالم سني و صوفي شيخ الطريقة التيجانية
بص ياسيدي ألأسلام أربع مذاهب المالكي والشافعي والحنبلي والحنيفي تمام اتفقت المذاهب ألأربعه علي أصول العقيده واختلافهم في أمور فرعيه رحمه بنا
أما ألأتجاه التصوفي على حد علمي ليس كا ذكرت مشكله المتصوفين أنهم تغالوا في حب أهل ألبيت وأقاموا لهم ألموالد لكن مبدأ التقيه فهو فكر شيعي بحت والشيعه خرجوا من المله
وانا ان أتبعت أي مذهب من ألأربعه انا مسلم وان عملت باصول العقيده اللي انا مطالب بيها انا مسلم
والمسلم من قال لا أله ألا الله محمد رسول الله بصدق ومن الناس من يعبد الله على الفطره فهو مسلم
أما ألأتجاه التصوفي على حد علمي ليس كا ذكرت مشكله المتصوفين أنهم تغالوا في حب أهل ألبيت وأقاموا لهم ألموالد لكن مبدأ التقيه فهو فكر شيعي بحت والشيعه خرجوا من المله
وانا ان أتبعت أي مذهب من ألأربعه انا مسلم وان عملت باصول العقيده اللي انا مطالب بيها انا مسلم
والمسلم من قال لا أله ألا الله محمد رسول الله بصدق ومن الناس من يعبد الله على الفطره فهو مسلم
reda elra7man- vip
- عدد الرسائل : 904
المزاج : حياه ورديه واحلام العصافير
رقم العضوية : 45
تاريخ التسجيل : 29/02/2008
سندس- مشرفة
- عدد الرسائل : 960
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 13/05/2008
نهر- سحب عضوية
- عدد الرسائل : 1467
رقم العضوية : 21
تاريخ التسجيل : 25/02/2008
مواضيع مماثلة
» ما هي الطريقة المناسبة للوزن؟
» عبدالرشيد بن علي صوفي (برواية خلف عن حمزة)المصحف كاملا
» عبدالرشيد بن علي صوفي (برواية السوسي عن أبي عمرو)المصحف كامل
» لتقشير البشرة الدهنية وتنظيفها اليكن هذه الطريقة المجربة :.
» عالم قطط قطط
» عبدالرشيد بن علي صوفي (برواية خلف عن حمزة)المصحف كاملا
» عبدالرشيد بن علي صوفي (برواية السوسي عن أبي عمرو)المصحف كامل
» لتقشير البشرة الدهنية وتنظيفها اليكن هذه الطريقة المجربة :.
» عالم قطط قطط
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى