لا تسألوا عن أشياء ..
صفحة 1 من اصل 1
لا تسألوا عن أشياء ..
قال لي : ( نبغى الوصول الى الإقتناع بالعقل والمنطق والسؤال ونترك مقولة لاتسألوا عن أشياء أن تبدو لكم تسيئكم فقد مضى وولى هذا العصر فنحن فى عصر المعرفه ) هكذا !
فقلت له : لماذا دائماً نجد في كلامكم لَمْزاً في قرآن رب العالمين ، ورددتُ عليه بقولي :
طبعاً أنت تعلم أن مقولة ( لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم ) هي آية قرآنية وهو الذي نزل يحض على المعرفة ومُنهياً عصور المعجزات الخارقة لأنه سيكون الكتاب الخاتم .
واسمح لي أن أقول لك أنه قد ورد في القرآن 15 آية كلها تبدأ بـ ( يسألونك ) ولم ينههم عن السؤال بل رد الله سبحانه على سؤالهم في نفس الآية ، وكأنه يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم لا تتأخر عليهم في الجواب .. اقرأ معي :
( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) [ سورة البقرة 189 ]
( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم ) [ البقرة 215 ]
( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير ) [ البقرة 217 ]
( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ) [ البقرة 219 ]
( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) [ البقرة 219 ]
تستطيع أن ترجع لبقية الآيات [ البقرة 220 ] ، [ البقرة 222 ] ، [ المائدة 4 ] ، [ الأعراف 187 ] ، [ الأنفال 1 ] ، [ الإسراء 85 ] ، [ الكهف 83 ] ، [ طه 105 ] ، [ النازعات 42 ـ 44 ]
تأمل كل هذه الأسئلة ستجدها أسئلة في جميع فروع الدين والعلم والحياة والتاريخ والآخرة أيضاً ، لا حرجَ على أي سؤال ، بل إن الله يأمرنا بالسؤال ولكن نسأل كل مسئول في تخصصه وفيما يجيده ، فقال تعالى : ( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) [ النحل 43 ، الأنبياء 7 ] وأهل الذكر قد يكون الطبيب في طبه والمهندس في هندسته ، وهو أيضاً سؤال أهل الكتاب في كتبهم التوراة والإنجيل ، وأيضاً إذا وقف أمام أحد من أهل الكتاب استفسار في الإسلام القرآن والسنة فعليه أن يسأل أهل العلم المخلصين في هذا .
وقد تسأل : إذن ما حكاية الآية ( لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم ) ؟
أقول : تمام هذه الآية : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) [ المائدة 101 ]
ولا بد لتعرف معناها أن تعرف سبب نزولها :
عن علي بن أبي طالب قال : لما نزلت هذه الآية : { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا } [ آل عمران : 97 ] قالوا : يا رسول الله كل عام ؟ فسكت . فقالوا : أفي كل عام ؟ فسكت رسول الله . قالوا : أفي كل عام ؟ فقال : لا ولو قلت : نعم لوجبت ، فأنزل الله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } إلى آخر الآية .
فعندما نزل أمر الله بفريضة الحج إلى البيت الحرام في مكة قام أحد المسلمين وسأل : هل نحج كل سنة ؟ فسكت رسول الله رحمةً بأمته لأن في هذا مشقة كبيرة ، فسأل السائل مرة أخرى : أفي كل عام ؟ فقال رسول الله : لا .. ولو قلتُ نعم لَوَجبتْ . أي : لوجب على المسلم أن يحج إلى مكة كل سنة ، الله جعله مرة واحدة في العمر ، ولكن لو كان رسول الله قال نعم لَكُنَّا الآن في مشقة كبيرة بسبب سؤال ، جاءك أمر بشيء نفذ ولا تسأل فمن الممكن أن الجواب سيكون فيه الإرهاق كله .
وهذا مثل ، لو كنت طالباً وطلب الدكتور عمل بحث دون أن يحدد زمن تسليمه فيخرج أحد زملائك فيسأل : نجيبه المحاضرة الجاية يا دكتور ؟ بالله عليك ماذا ستقول عنه وعن سؤاله ؟ بل ماذا ستفعلون فيه ؟
هذا تطبيق لقوله تعالى : ( لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تَسؤكم ) ، ماذا ستفعلون إن قال الدكتور نعم المحاضرة القادمة . وقِسْ على هذا أمثلة كثيرة .
تحياتي الطيبة
فقلت له : لماذا دائماً نجد في كلامكم لَمْزاً في قرآن رب العالمين ، ورددتُ عليه بقولي :
طبعاً أنت تعلم أن مقولة ( لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم ) هي آية قرآنية وهو الذي نزل يحض على المعرفة ومُنهياً عصور المعجزات الخارقة لأنه سيكون الكتاب الخاتم .
واسمح لي أن أقول لك أنه قد ورد في القرآن 15 آية كلها تبدأ بـ ( يسألونك ) ولم ينههم عن السؤال بل رد الله سبحانه على سؤالهم في نفس الآية ، وكأنه يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم لا تتأخر عليهم في الجواب .. اقرأ معي :
( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) [ سورة البقرة 189 ]
( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم ) [ البقرة 215 ]
( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير ) [ البقرة 217 ]
( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ) [ البقرة 219 ]
( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) [ البقرة 219 ]
تستطيع أن ترجع لبقية الآيات [ البقرة 220 ] ، [ البقرة 222 ] ، [ المائدة 4 ] ، [ الأعراف 187 ] ، [ الأنفال 1 ] ، [ الإسراء 85 ] ، [ الكهف 83 ] ، [ طه 105 ] ، [ النازعات 42 ـ 44 ]
تأمل كل هذه الأسئلة ستجدها أسئلة في جميع فروع الدين والعلم والحياة والتاريخ والآخرة أيضاً ، لا حرجَ على أي سؤال ، بل إن الله يأمرنا بالسؤال ولكن نسأل كل مسئول في تخصصه وفيما يجيده ، فقال تعالى : ( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) [ النحل 43 ، الأنبياء 7 ] وأهل الذكر قد يكون الطبيب في طبه والمهندس في هندسته ، وهو أيضاً سؤال أهل الكتاب في كتبهم التوراة والإنجيل ، وأيضاً إذا وقف أمام أحد من أهل الكتاب استفسار في الإسلام القرآن والسنة فعليه أن يسأل أهل العلم المخلصين في هذا .
وقد تسأل : إذن ما حكاية الآية ( لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم ) ؟
أقول : تمام هذه الآية : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) [ المائدة 101 ]
ولا بد لتعرف معناها أن تعرف سبب نزولها :
عن علي بن أبي طالب قال : لما نزلت هذه الآية : { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا } [ آل عمران : 97 ] قالوا : يا رسول الله كل عام ؟ فسكت . فقالوا : أفي كل عام ؟ فسكت رسول الله . قالوا : أفي كل عام ؟ فقال : لا ولو قلت : نعم لوجبت ، فأنزل الله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } إلى آخر الآية .
فعندما نزل أمر الله بفريضة الحج إلى البيت الحرام في مكة قام أحد المسلمين وسأل : هل نحج كل سنة ؟ فسكت رسول الله رحمةً بأمته لأن في هذا مشقة كبيرة ، فسأل السائل مرة أخرى : أفي كل عام ؟ فقال رسول الله : لا .. ولو قلتُ نعم لَوَجبتْ . أي : لوجب على المسلم أن يحج إلى مكة كل سنة ، الله جعله مرة واحدة في العمر ، ولكن لو كان رسول الله قال نعم لَكُنَّا الآن في مشقة كبيرة بسبب سؤال ، جاءك أمر بشيء نفذ ولا تسأل فمن الممكن أن الجواب سيكون فيه الإرهاق كله .
وهذا مثل ، لو كنت طالباً وطلب الدكتور عمل بحث دون أن يحدد زمن تسليمه فيخرج أحد زملائك فيسأل : نجيبه المحاضرة الجاية يا دكتور ؟ بالله عليك ماذا ستقول عنه وعن سؤاله ؟ بل ماذا ستفعلون فيه ؟
هذا تطبيق لقوله تعالى : ( لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تَسؤكم ) ، ماذا ستفعلون إن قال الدكتور نعم المحاضرة القادمة . وقِسْ على هذا أمثلة كثيرة .
تحياتي الطيبة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى