ثقافة الحوار وفلسفة الاختلاف

ثقافة الحوار وفلسفة الاختلاف

تعد ثقافة الحوار من أهم المحاور التي يرتكز عليها الفكر الإنساني
فنحن بنوا البشر نختلف عن غيرنا من المخلوقات في إننا نحمل إرادة الاختيار التي تعني من ضمن ما تعني إننا مسؤلين بشكل أو بأخر عن اختياراتنا سؤاء أصبنا أو أخطئنا ومن هنا جاءت أهمية ثقافة الحوار لأننا نحتاج الحوار لإيصال تجاربنا وأفكارنا وأيضا معتقداتنا لمن نحاورة ولكي يتم ايصال هذة الأفكار بطريقة صحيحة يجب إن نلتزم ببعض القواعد التي تشكل فيما بينها ما يسمي بثقافة الحوار ومنها
احترام الأخر والأيمان بحقيقة إن لكل طرف الحق في التعبير عن رأيه وموقفه وما يؤمن به يتساوى في ذلك الرجل والمرآة.. الكبير والصغير.. الرئيس والمرؤوس.. المسلم وغيره.. مهما كان الاختلاف وان يحاط كل طرف بالتقدير والاحترام من قبل الطرف الآخر ولا يجوز تسفيه رأيه أو ايذائه

إدراك حقيقة انه لايجوز اعتبار الاختلاف دليلا على موقف عدائي، وان من يخالفنا في الرأي هو عدو
.
إدراك حقيقة إن الخطأ والصواب واردان في إي وجهة نظر وفي إي موقف والحكم في ذلك هو العلم والعقل والدليل والبرهان.

وعدم التعصب للرأي وعدم الجزم بصحة أو خطا الأفكار المتحاور عليها إلا بيقين
وفي ثقافتنا الإسلامية نجد أن رأيي صحيح يحتمل الخطأ ورأي غيري خطا يحتمل الصواب

إن هذه الأسس وغيرها تشكل ثقافة الحوار. وقد ارتقى القرآن الكريم بهذه الثقافة في آيات عديدة كما في قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقوله تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).. وفي سيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وصحابته والصالحين نماذج عظيمة للإقتداء بهم في ترسيخ مبادئ وقيم ثقافة الاختلاف والحوار ولو إن المسلمين والعرب في هذا العصر.. طبقوها في تعاملهم فيما بينهم وفيما بينهم وبين غيرهم من الأمم لما رأينا أعداء الإسلام يتكالبون عليهم ويكيدون لهم.
إما ما اعنية بفلسفة الاختلاف
يعد الاختلاف احد الحقائق ألكبري في هذا الكون وسواء كان هذا الاختلاف اختلافا في الأفكار والأيدلوجيات أو في المصالح والاتجاهات والطبائع والاختلاف ليس مجرد حقيقة كبري لكنة حقيقة جمالية تعطي للحياة معناها وديناميكيتها فلك إن تتخيل ماذا لو لم يختلف الليل والنهار أو لم تختلف اللواننا والسنتنا وعقولنا ماذا لو لم تختلف الزهور في ألوانها
ويبقي بعد ذالك إن نبحث عن السبيل لإدارة هذا الخلاف علي أسس صحية تضمن للإنسان حريتة وحقة في الاختيار
وعلي هذا فان البشر قد اختلفوا فيما بينهم في كل مناحي الحياة
لا لشي إلا لان كل الحقائق نسبية فما قد اراة أنا صحيحا ليس بالضرورة إن تراة أنت كذالك
وكل منا بالتأكيد يعتقد أنة علي صواب وأنة أصاب براية كبد الحقيقة ولتصور ذالك لك إن تتخيل مجموعة من العميان وقفوا يتحسسون فيلا واخذ كل منهم يتحدث عن الجزء الذي لمسة من الفيل بعتبارة كائن مستقل والسؤال ألان هل اينا منهم يستطيع إن يلم بتفاصيل الفيل ويتعرف علية وخصوصا إذا كان قد ولد اعمي ولم يري فيلا من قبل بالطبع الإجابة بغير ممكن
فهكذا نحن هم العميان والحقيقة هي الفيل الذي نتحسسة ونظن إننا عرفنا من مجرد لمس جزء منة

وتبقي فقط الحقيقة المطلقة في هذا العالم هو الله عز وجل

الموضوع بجد جميل
بس في حاجه مهمه لو وصل ألأمر لجدل لازم تتنحى لأن كل واحد مش قادر يوصل للتاني رأيه وهنا نعمل بالحديث (ان لي بيت في الجنه لمن ترك الجدال ولو كان محقا)
المشكله تكمن في ان كل فرض يرى ان رأيه صحيح والاخر خطأ
لو كان الاختلاف على أسس ومبادئ فهذا يتوقف على البيئه والتنميه والعقيده طبعا
أما لو على أمور عليها أختلاف فكل فرد يبدأ في اكتشاف الحقائق كما ذكرت انت
وربنا يوفقنا جميعا
اللهم أرنا الحق حق وارزقنا اتباعه والباطل باطل وارزقنا اجتنابه

جزاك الله خيرا